ابو البراء مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1047 تاريخ التسجيل : 08/10/2009
| موضوع: نشأت الفيلم القصير 5/1/2011, 7:21 pm | |
| نشأت الفيلم القصير
| كان الأنسان الأول يرسم على جدران كهفه ما بقى لنا حتى الأن دليلا على قدم فن الرسم وبقية الفنون الجميلة , والموسيقى التى بدأت قديما بمزمار الرعاة تطورت حتى وصلت حديثا الى الموسيقى الالكترونيه , والمسرح الذى بدأ باقنعة الحيوان عند الفراعنة استمر حتى وصل الى مسرح برتورلد بريخت وغيره , أما السينما فلا تدعى شيئا من هذه الأصالة التى بناها تتابع السنين ومرورالزمن , فسنها فقط أكثر من مائة عام بقليل . ومع ذلك فتطورها كان سريعا الى درجة مذهلة حقا , ففى هذه السنوات المائة بدأت السينما كلعبة أطفال ثم اصبحت فنا قويا له قواعده , ثم اضيف اليها الصوت فنطقت , ثم اللون , ثم البعد الثالث , ثم الفيستافيزيون والسينراما , ثم محاولات اضافة الرائحة , ثم التليفزيون , واخيرا الثورة التكنولوجية الرقمية الهائلة. ولاندرى ماذا سياتى به الغد . ولهذا التطور السريع اسبابه العديدة منها :
| 1) السينما جمعت واستغلت الفنون الأخرى التى تقدمتها مما اكسبها قوة دافعة عجيبة وجعلها تعتبر بحق محصلة لها.
| 2) السينما تعتبر اصدق تعبير عن روح هذا العصر . فهى فن جماعى اذ لايمكن انتاجها الا عن طريق اشتراك مجموعة كبيرة من الفنانين و العمال . ومن ناحية اخرى تعتبر فن شعبى , فالفيلم يطبع منه نسخ عديدة توزع فى جميع انحاء العالم فيشاهدها الملايين من الناس .
| 3 ) السينما تسد حاجة الأنسان الحديث الى التسلية فى هذا العصر الشديد التعقيد ولو عن طريق ما تخلقة من أحلام وأوهام.
| 4) السينما أخطر سلاح فعال فى الدعاية . فإذا حللنا مضمون او محتوى أى فيلم ؟ فسنجد أنه ليس مجرد تسلية أو تعليم أو ثقافة فقط بل هو دعاية أيضا . وقد اثبت علماء الأجتماع ذلك واعترفت به ابحاثهم وطفحت به كتب هذا العلم - علم اجتماع الفيلم - الذى اصبح له دارسون ومتخصصون والخطورة هنا ليست مجرد تقليد المتفرج للمظاهر السطحية التى قد تبدو للبعض بريئة فى مظهرها ولكنها تكمن فى التطبع بالعادات الضارة والانحلال الخلقى , وهذا اخطر ما تحويه الأفلام ذات المظهر الساذج من دعايات سياسية خفية أشبه بالسم فى الدسم . أذن لا مناص من أعتبار كل فيلم سواء أكان طويلا أم قصيرا أنه للتسلية وللتعليم وللثقافة ومحتويا دعاية من نوع ما . واذا كان هناك لازال بعض الشك فى هذه الناحية فلنذكر المانيا النازية وكيف استخدمت هذا السلاح الفعال ألا وهو الفيلم , وثبتت أضراراً لا تنمحى من الأذهان .
| وبعد قيام الثورة الصناعية نشأت الحاجة إلى نشر التعليم على أوسع مدى ممكن ، وحملت الدولة العبء، وأصبح التعليم من مهامها الأولى ، بل واتجه ناحية المجانية . ولكن لما كان التطور الصناعي في سيره أسرع من انتشار التعليم لذلك كان لابد من طريقة سهلة قصيرة مختزلة تتبع في عرض نشاط المجتمع على أفراد المجتمع . لهذا لجأت الحكومات إلى الأفلام التعليمية ، لا داخل حجرات الدراسة فقط ، بل وخارجها أيضا فى محاولة اختزال التعليم ونشر الثقافة فيما يسمى بالأفلام الإخبارية أو الثقافية .
| وإذا نظرنا نظرة عاجلة إلى تاريخ الفيلم القصير ، سوف نخرج بما يلي:
| 1) إن الفيلم الروائي ليس كل شيء في السينما وأن أنواعا أخرى للفيلم لها في المدى الطويل نفس أهمية الإنتاج الروائي للأستوديوهات التجارية إن لم يكن أكثر منها أهمية.
| 2) إنه وإن كان لفيلم التسلية مكان مرموق في مجتمعنا الحديث ، إلا أن وظيفته ليست تحذير الوعي الاجتماعي والوطني للمتفرجين ، فالفيلم الروائي الجيد شيء ضروري لا غنى عنه تماما كالقصة الجيدة أو التمثيلية الجيدة.
| 3) يصبح الفيلم الروائي خطيرا , عندما يجري وراء الربح الشخصي أو المصلحة الشخصية ، أو عندما يهدد بخنق كل مناهج السينما الأخرى ، أو عندما يميل إلى أن يصبح مخدرا بدلا من أن يكون منبها وموقظا للوعي.
| 4) أصبحت السينما حية خارج حدود الأستوديوهات ، ووجدت خلاصا مؤقتا في خدمة أهداف التعليم والإقناع . ووجدت ما ينعشها بعيدا عن الأستوديوهات التي تمنع تناول الواقع بطريقة خلاقة ، والتي قال عنها جريرسون: "إنها تمنع انطلاق الفكر كما تمنع تردد صدى الصوت"..
|
| |
|