شكلت هبة النفق والتي اندلعت إثر إقدام إسرائيل في 26 أيلول/ سبتمبر عام 1996 في ظل حكومة زعيم الليكود آنذاك حلقة جديدة في سلسلة النضال الفلسطيني التي أثبت فيها الشعب الفلسطيني تمسكه بأرضه ومقدساته حينما هبّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته في موقف فاجأ العالم قبل أن يفاجئ إسرائيل بعد أن أقدمت السلطات الإسرائيلية على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك، فتوحدت جميع فئات الشعب الفلسطيني في المواجهة والتصدي لقوات الاحتلال الاسرائيلي.
ايام الهبة:
على إثر إقدام القوات الإسرائيلية تم اجتماع القيادة الفلسطينية بدعوة من الرئيس ياسر عرفات وبعث برسائل إلى بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والملك حسين ملك الأردن والرئيس التركي سليمان ديميريل، ووضعهم في صورة العدوان الجديد.
انطلقت مآذن المدينة المقدسة بالدعوة إلى المواجهة فيما انطلق أهالي القدس في الشوارع وتعالت صيحات الاستنكار من حناجرهم وخرجت الجماهير للتضامن والتعاضد في كافة أنحاء الوطن.
و تدخلت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية وحالت دون وصول الأهالي إلى الموقع لوقف أعمال تثبيت الباب الحديدي الذي يؤدي إلى مدخل يصل حائط البراق بباب الغوانمة للمسجد الأقصى. دارت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال رشق فيها الشبان قوات الاحتلال بالحجارة وعلى إثرها قامت قوات الاحتلال بإخلاء ساحات الأقصى وإغلاق جميع أبوابه ولاحقت قوات الاحتلال الشبان الفلسطينيين واعتقلت منهم 11 شاباً.
كما ترأس الرئيس عرفات اجتماعاً طارئاً ضم أعضاء اللجنة التنفيذية ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، صدر في أعقابه بياناً دعا فيه جماهير الشعب الفلسطيني لمقاومة ومواجهة الأعمال الإسرائيلية الرامية لتهويد المدينة المقدسة باعتبارها جريمة نكراء.
شهداء وجرحى الانتفاضة:
وبلغ عدد الشهداء في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة إلي 63 شهيداً، و1600 جريحاً منهم 458 جريحاً في قطاع غزة. واحتلت محافظات غزة المرتبة الأولي من عدد الشهداء الذين سقطوا في انتفاضة النفق، فيما سقط على ساحة المسجد الأقصى أربعة شهداء
.ومرت أيام الانتفاضة الثلاثة، ولكنها تركت رسالة واضحة لقادة "إسرائيل" وشعبها أن الشعب الفلسطيني لن يفرط في حقه أبدًا، ولن يترك وطنه لهم، وأنه من السهل على أي فلسطيني أن يبذل حياته فداءً لأرضه ووطنه ومقدساته.