للسلعوة في الأساطير المصرية
كانت معرفة المصريون بكائن السلعوة لا تتعدى بعض أساطير الفراعنة عن مخلوق يهاجم كل من يحاول ان يقتحم حرمة المعابد والمقابر ويحميها وانه يشبه الذئب و الثعلب ويتمتع بصفاتهما و قصص الأهالي والجدات عن المخلوق الغامض لتخويف الأطفال المشاغبين . وكانت تعتبر خرافة او اسطورة من الاساطير الكثيرة الموجودة في التاريخ المصري .
ظهور السلعوه
ظهرت السلعوة لاول مرة في فترة الستينات والسبعينات في الأطراف الشرقية لمدينة القاهرة، و في بداية عام 1996 ظهر هذا الحيوان الهجين ثانيةً ليصبح حديث مصر بعد أن أثار الرعب في قرية أرمنت بأقصي صعيد مصر ثم تمت بعض الهجمات في محافظات القريبة من القاهرة والاسكندرية . وانتشر الرعب في جميع انحاء مصر وسط نصائح الاهالى بعدم النزول ليلا واخذ الحذر دائما خصوصا في القرى والمدن المحيطة بقرية أرمنت التى كان بها أول ظهور للسلعوة وقتل الاطفال والكبار وأصاب العشرات وتحققت أحد الاساطير المصرية القديمة . وانتهى هذا الرعب الذى انتشر في مصر كلها انذاك بقتل السلطات وبعض الاهلى لحيوان السلعوة.
ظهور وهجمات متفرقة بعد عام 1996
بعد حادث ظهور السلعوة الاول في بداية عام 1996 والى نهاية التسعينات ومطلع الالفية الجديدة. ظهرت السلعوة عدة مرات في اماكن مختلفة من قرى ومدن صعيد وشمال مصر و ظهرت في بعض الاحياء ومنها حى المهندسين الراقى بالقاهرة وبعض الضواحى بالاسكندرية والقليوبية في اوقات متباعدة ومختلفة هجمات بسيطة ومثيرة للرعب بين الاهلى وتخوفهم من عودة ما كان الحال عليه في عام 1996 . واختفت الهجمات والحوادث فجاءة كما بدائت .
عودة ظهورها عام 2005
بعد سنين من اختفاء السلعوة وانتهاء الهجمات وحالات الخوف . ظهرت السلعوة من جديد عام 2005 ببعض محافظات مصر مسببة بعض القتلى و الجرحى والذعر بين الاهلى و اختفت السلعوة كما ظهرت بعد فترة قليلة -.
هجومها على اهالى المرج
في منتصف شهر سبتمبر عام 2007 اصيبت اهالى حوض القصب بالمرج، حالة من الذعر, بعد أن هاجمتهم السلعوة، وأصابت ثمانية أشخاص منهم بإصابات خطيرة الظهور المتكرر لـ السلعوة في أوقات مختلفة من اليوم جعل السكان يفرضون علي أنفسهم حظر تجوال إجباريا.
شكل وصفات السلعوة
تشبه السلعوة الذئب والكلب والثعلب في منظرها وتتميز بسرعتها وسواد لونها واذنيها كاذنى الثعالب و قدميها الامامية قصيرة عن الخلفية وتتميز بالذكاء والمكر وعدم الخوف من البشر وقدرتها الكبيرة للاختباء والترصد وتجمع صفات الكلب والذئب والثعلب وابن اوى .
مكانها
السلعوة تعيش في الجبال و الصحراء والامكان النائية الموحوشة وحين يقل الطعام هناك تخرج من مكانها لمهاجمة القرى والمدن .
علماء الحيوان و السلعوة
حيوان السلعوة ليس حيوان رسمي مصنف من قبل علماء الحيوان، بل هو اسم دارج يطلق على مخلوق غامض يهاجم السكان في قرى و مدن مصر . ويعتبره البعض كما يعتبره الاهالى هجين من الذئب والثعلب والكلاب البرية او ابن آوى .
إمكانية التهجين
يرى بعض العلماء ان أعضاء عائلة الكلبيات ( Canidae ) ، الذئب ، الكلب ، " الكايوتي" ، و ابن آوى ، جميعها تملك 39 زوجا من الكروموزومات ، مما يجعلها قادرة على التناسل بنجاح فيما بينها و لا يمنع ذلك سوى الجغرافيا و اختلاف السلوكيات ، كاختلاف التقاليد بين البشر. و قد تم التهجين بين الكلب و ابن آوى في الماضي . ففي روسيا صنع الهجين للاستفادة من حاسة الشم الفائقة لابن آوى ، و سمي الهجين كلب سوليموف . و في الكثير من الأحيان تم تهجين " الذئب" أو ابن آوى الذهبي (Canis lupus aureus ) مع الكلب لصنع كلب حراسة شرس، الأمر الذي لم يلاقي النجاح المطلوب في بعض الأحيان لجبن الهجين البائس.
نأتي للسؤال التالي: لماذا يهاجم الهجين العامة
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نلقي نظرة على بعض السلوكيات المتوارثة في كلا الأبوين.
الكلب ( Canis lupus familiaris ):
صديق الإنسان الوفي ، و ناتج عن آلاف السنين من الاستئناس ، يملك عدائية Aggression تفوق عدائية الذئاب و ابن آوى . يقبل صاحبه كعضو أعلى رتبة في قطيعه بصورة طبيعية . تغيب غريزة الافتراس Predation عند الكلاب المستأنسة .
ابن آوى ( Canis lupus aureus ) :
حيوان بري يكون الافتراس 80% من غذائه، و عادة ما تكون فرائسه حيوانات صغيرة و حشرات، كما يترمم على الجيف و يأكل بعض النباتات ، و يقوم بافتراس الماشية حين تسنح له الفرصة . يتحاشى الإنسان، و لا يملك عدائية الكلب . سجلت بعض حالات افتراسه للأطفال.
نتيجة عملية التهجين حيوان يملك الصفات الشكلية للكلب و ابن آوى. فيكون نحيف و كلبي الشكل، و له أذنان كبيرتان كابن آوى، و أهم تفصيل و الذي أرى أنه ما يرعب الناس حقا هو أن هذا المخلوق لا ينبح.
النباح يبعث الطمأنينة، و يجعل من يواجه الكلب يعلم أنه مخلوق مألوف غير غامض، و إن كان مسعورا.
أما بالنسبة لتوارث السلوكيات فهو بسيط بدرجة مذهلة . يملك الهجين الضار عدائية الكلب ، و غريزة الافتراس ، مع عدم خوفه من الناس ، بل قد يرى بعضهم كلقمة سائغة تسيل لها اللعاب .