توحيد: الثاني الثانوي – بنين – الفصل الثاني
الإيمان باليوم الأخر
س1: ما المراد بالإيمان باليوم الأخر؟
ج1: افعتقاد الجازم بصدق كل ما أخبر به الله – عز وجل – في كتابه العزيز أو أخبر به رسوله – صلي الله عليه وسلم – مما يكون بعد الموت.
س2: هناك أمور أخبر الرسول – صلي الله عليه وسلم – أنها تكون بعد الموت، اذكر بعضا منها.
ج2: سؤال الملكين ونعيم القبر وعذابه، وما بعد ذلك من البعث والحشر وتطاير الصحف والحساب، والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار.
س3: ما وجه الإستدلال علي الإيمان بالويم الأخر من النصوص التالية:
أ. قول الله تعالي: إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم: الآية.
ب. قول الله تعالي: " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البرمن آمن بالله اليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين وأتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب.. الآية"
ج. قوله تعالي: " ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" سورة المؤمنون آية 16
د. قول الرسول صلي الله عليه وسلم لجبريل حينما سأله عن الإيمان: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وتؤمن بالقدر خيره وشره".
ج3:
أ. ربط الإيمان بالله واليوم الآخر (من آمن بالله واليوم الأخر).
ب. ربط الإيمان بالله واليوم الآخر (من آمن بالله واليوم الآخر).
ج. الإيمان بالبعث.
د. أن الإيمان باليوم الأخر أحد اركان الإيمان.
س4: ما حكم الإيمان بسؤال الملكين ونعيم القبر وعذابه؟ مع ذكر الدليل.
ج4:
1- واجب، ودليل سؤال الملكين، قوله تعالي " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخر ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فقد دلت الآية علي السؤال في القبر، وقوله – صلي الله عليه وسلم – فيما روى الإمام أحمد وأبو داود عن البراء بن عازب عن المؤمن والكافر بعد الموت" فيأتيه ملكان فيجالسانه، فيقولان له : من ربك؟ فيقول ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: من ربك؟ فيقول ربي الله، فيقولان ما هذا الرجل الذي بعص فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلي الله عليه وسلم، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرآت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد في السماء إن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلي الجنة.
2- ودليل نعيم القبر وعذابه: قوله تعاليك النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" فدلت الآية علي ثبوت عذاب القبر، روي الشيخان عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: مر – صلي الله عليه وسلم – فقال: " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال: بلي، إما أحدهما فكان يسعي بالنمييمة، وإما الآخر فكان لا يستتر من بولمه، قال: ثم أخذ عودا رطباً فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما علي قبر، ثم قال: لعله يخفف عنهما مالم ييبسا".
القيامة وعلامتها
س1: ما الدلة علي قيام الساعة؟ وهي يعلم أحد متي وقت قيامها؟ مع الإستدلال علي ذلك.
ج1:
1. الأدلة علي قيام الساعة:
أ. قوله تعالي: " إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون".
ب. قول الله تعالي : " اقتربت الساعة وانشق القمر".
ج. قول الرسول – صلي الله عليه وسلم – " بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن إصبعيه السبابة والوسطي".
2. لا أحد يعلم وقت قيامها فقد استأثر الله بعملها، والدليل:
أ. قول الله تعالي: " إن الله عنده علم الساعة".
ب. قول الله تعالي: " يسالك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً".
س2: ما الفرق بين علامات الساعة الكبري والصغري؟ ومثل لكل منهما؟
1- العلامات الصغري تدل علي قربها، مثل إن تلد الأمة ربتها، وأن يتطاول رعاة البهم بالبنيان، وقتال المسلمين لليهود وانتصار المسلمين عليهم، وتقارب الزمان، ونقص العمل، وظهور الفتن، وكثرة القتل، وكثرة الزنا والفسوق.
2- والعلامات الكبري تكون بين يديها قريباً تنهال متتابعة، مثل: خورج الدجال، ونزول عيسي بن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها.
س3: ما المراد بالصور،وما الأثار المترتبة علي النفخ فيه.
ج3: سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الصور فقال: " قرن ينفخ فيه"
ويترتب علي ذلك أن يموت من في ا لسموات والأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخري فيقوم الناس.
س4: لم سمي المسيح الدجال بهذا الإسم؟
ج4: سمي المسيح لأن عينه ممسوحة، وقيل: لأنه يمسح الأرض أي: يقضطعها، وسمي الدجال من الدجل وهو الخلط لأنه يكثرمنه الكذب والتلبيس.
س5: اذكر بعض الخوارق التي يجريها الله علي يدي الدجال، وما الأساباالواقية للمسلم من فتنته.
ج5:
1. خوارق الدجال:
أ. من استجاب له يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت لهم.
ب. من لا يستجيب له ويرد أمره تصيبهم السنة والقحط وموت النعام ونقص الموال والثمرات.
ج. تتبعه كنوز الأرض كيعاسيب النحل.
2. الأسباب الواقية:
أ. الإستعاذة من فتنته في آخر كل صلاة، لقوله – صلي الله عليه وسلم -: " إذل قرغ أحجكدكم من التشهد الأخر فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ون شر المسيح الدجال" رواه مسلم.
ب. يجب علي من سمع به أن ينأي عنه، ومن أدركه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف.
س6: ما حكم الإيمان ينزول عيسي عليه السلام من السماء؟ اذكر الدليل علي ذلك نم القرآن والسنة.
ج6: يجب اعتقاده والإيمان به، والدليل:
1- قال تعالي: " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمن به قبل موته" أي : قبل موت عيسي وذلك حين نزوله كما فسره أبو هريرة بذلك.
2- في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسلول الله صلي الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم أبن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى يلا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا خيراً من الدنيا وما فيها".
س7: أين ينزل المسيح عيسي بن مريم عليه السلام؟ وبم يحكم بعد نزوله؟
ج7: يكون نزوله علي المنارة البيضاء شرقي دمشق ويقتل الدجال في باب ويكسر لاسصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام.
س8: ما المراد بيأجوج ومأجوج؟ واذكر الدليل علي خروجهم.
ج8: هما امتان من بني آدم موجودتان وقد أخبر النبي – صلي الله عليه وسلم – عن قرب خروجهم وحذر منهم، والدليل:
1- قال تعالي: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون * واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة ابصار اللذين كفروا ياويلنا قد كنا غفلة من هذه بل كنا ظالمين".
2- عن زينب بنت جحش أن النبي – صلي الله عليه وسلم – استيقظ من نومه وهو يقول: " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وحلق باصبعيه الإبهام والتي تليها" قالت زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون، قال: نعم إذا كثر الخبث" منفق عليه.
س9: كيف يكون هلاكهم؟ اذكر الدليل؟
ج9: يكون هلاكهم بأن يرسل الله عليهم النغف في رقابهم وهو دود يكون في أنوف الغنم والإبل، حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي – صلي الله عليه وسلم – أنه قال: " غن الله يوحي إلي عيسي بن مريم عليه السلام بعد قتله الدجال أني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد في قتالهم فحرز عبادي إلي الطيور، ويبعث الله يأجةوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون،فيمر أولهم علي بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذا ماء، ويحصرون عيسي وآصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة ثم يهبط بنبي الله عيسي وأصحابه إلي الأرض فلا فيصبحون فرسي كموت نفس واحدة ثم يهبط بنبي الله عيسي وأصحابه إلي الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبراً إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسي وأصحابه إلي الله فيرسل الله طيراص كأعناق النحت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله". رواه مسلم.
س10: ما المراد بالدابة؟ واذكر الدليل علي خروجها.
ج10: المراد الدابة التي يخرجها الله قرب قيام الساعة، وخروجها ثابت بالقرآن والسنة.
1- قال تعالي: " وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الأرض تكملهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -: " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيراً طلوع الشمس من مغربها والدجال ودآبة الأرض".
س11: متي تنقطع التوبة للناس جميعاً؟ اذكر الدليل علي ذلك.
ج11: تنقطع التوبة للناس جميعاً عند طلوع الشمس من مغربها، قال الله تعالي: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمن من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون.
وقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها، وهو قول أكثر المفسرين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعيون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً. متفق عليه.
س12: متى يخرج الدجال وأين؟ وكيف يكون ظهوره؟
ج12:
1- يخرج في زمان المهدي بعد فتح المسلمين للقسطنطينية.
2- ويكون بدء ظهوره من اصبهان ويتبعه من يهود أصبهان سبوعن ألفاً عليهم الطيالسة.
3- ويظهر أولاً في صورة ملك من الفلنوك الجبابرة، ثم يدعي النبوتة ثم يدعي اربوبية فيتبعه علي ذلك جهلة بني آدم ويخالفه ويرد عليه من هداه الله من الصاحلين.
س13: كم مدة بقاء الدجال؟ وكيف تكون نهايته؟
ج13: مدة مقامة في الأرض أربعون يوماً، يوم كسنة ويم كشهر ويم كجمعة وسائر ايامه كأيام الناس هذه.
تكون نهايته علي يد عيسي من مريم عليه السلام (مسيح الهدي)، حيث يجتمع عليه المؤمنون فيسير بهم قاصداً نحو الدجال، وقد توجه نحو بيت المقدس فيلحقه عند بباب مدينة " لد" فيقتله بحربته وهو داخل اليها.
البعث
س1: ما المراد بالبعث؟ وما حكم الإيمان به، مع ذكر الدليل.
ج1: البعث هو إحياء حين ينفخ في الصور النفخة الثانية فيقوم الناس حفاة عراه غرلالأ.
والبعث حق ثابت دل عليه الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
فمن الكتاب قال تعالي: " ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون".
ومن السنة قول النبي – صلي الله عليه وسلم -: " ثم ينزل الله من السماء ما ء فينبتون كما ينبت البقل" وقد أجمع المسلمون علي ثبوته.
س2: ما موقف المشركين من عقيدة البعث؟
ج2: المركون ينكرون البعث، ويقولون " إن هي إلا حياتنا الدنيا".
س3: بين الرد الشرعي، والحسي، والعقلي، علي منكري البعث، مع وجه الإستدلال من خلال النصوص التالية:
1- قال تعالي: " وإذا قتلتم نفساً فأدارتم فيها والله مخرج ما كمنتم تكتمون (72) فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتي ويريكم لعلكم تعقلون (73) سورة البقرة آية 70، 73.
2- قال تعالي: زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك علي الله يسير (7)، سورة التغابن آية 7.
3- قال تعالي: " أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر علي أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه فأبي الظالمون إلا كفوراً (99) سورة الإسراء آية99.
4- قال تعالي: وإذا قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتي قال أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم أجعل علي كل جبل منهن جزءاً تم دعهن يأتينك سعياً وأعلم أن اله عزيز حكيم. سورة البقرة آية 260.
5- قال تعالي: " لخلق السماوات والرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون (57).
6- قال تعالي: " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد" سورة آية 15.
7- قال تعالي ومن آياته أنك تري الأرض خاشعة فإذا نزلنا عليها الماء اهتت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتي إنه علي كل شئ قدير" سورة فصلت آية 39.
ج3:
1- الدليل الشرعي: أن الله سبحانة أخبرنا بالبعث بعد الموت، قال تعالي: زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعن ثم لتنبون بما عملتم وذلك علي الله يسير.
2- الدليل الحسي: أن الله أري عباده أحياء الموتي في هذه الدنيا، ومن الأمثلة علي ذلك:
أ- قصة القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل فأمرهم الله تعالي أ، يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله، وفي ذلك يقول الله تعالي:" وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتبون *فقلنا أضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتي ويريكم آياته لعلكم تعقلون*".
ب- قصة إبراهيم الخليل عليه السلام حين سأل الله تعالي أن يريه كيف يحي الموتي فأمره الله تعالي أن يذبح أربعة من الطير ويفرقهن أجزاء علي الجبال التي حوله ثم يناديهن فتلتئم الإجزاء بعضها إلي بعض ويأتين إلي إبراهيم سعياً وفي ذلك يقول الله تعالي: " وإذا قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتي قال أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل علي كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً وأعلم أن الله عزيز حكيم(360).
1. الدليل العقلي:
أ. الإستدلال بخلق السموات والأرض علي قدرة الخالق علي البعث قال تعالي: " أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر علي أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه فأبي الظالمون إلا كفوراً (99). وقال تعالي: " لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون (57)" فتدل هذه الأيات علي أن الكل هين عليه تعالي.
ب. الإستدلال علي البعث بخلق الإنسان أولاً قال تعالي: " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد"، فالقادر علي ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته.
ج. الإستدلال بإحياء الأرض بعد موتها علي بعث الأجساد بعد الموت قال تعالي: " ومن آياته أنك تري الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتي إنه علي كل شئ قدير (39)"، فالذي أحيا الأرض الميتة الهامدة بالمطر قادر علي احياء الموتي.
س4: ما هيئة البعث؟ وأذكر الدليل علي ذلك.
ج4: هيئة البعث: بعد النفخة الأولي في الصور وموت جميع الخلق يمكثون مدة قبل البعث، يبلي كل شئ في الإنسان إلا عجب الذنب، فإذا نبت عجب الذنب وعادت الأجسام كما كانت نفخ في الصور النفخة الثانية فعادت كل روح إلي جسدها فتعود الحياة مرة ثانية كما كانت أول مرة، والدليل:
1. قال تعالي: " كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين".
2. وقال تعالي: " يوم يقوم الناس لرب العالمين".
3. وفي الحديث المتفق علي صحته من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما؟ قال: ليس من الإنسان شئ إلا يبلي، إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة".
س5: ما المراد بالحشر؟ وما خالة الناس في الحشر؟ مع الإستدلال علي ذلك.
ج5:
1. الحشر: هو جمع الخلق إلي أرض المحشر من اماكن بعتهم علي صفات مختلفة، والدليل:
أ. قال تعالي: يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير".
ب. وقال تعالي: " وتري الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً".
ج. وقال صلي الله عليه وسلم: " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً".
2. حالة الناس في الحشر:
أ. يقف الخلق وقوفاً طويلاً انتظار الفصل القضاء.
ب.يكونون علي أحوال مختلفة تحكي حالهم في الحياة الدنيا فتظهر أعمال الناس فلا تخفي علي أحد مع ما في الموقف من الرهبة والشدة.
ج. يطلبون من يشفع لهم إلي ربهم ليقضي بينهم، فيذهبون إلي أبيهم آدم عليه السلام فيأمرهم بالذهاب إلي نوح عليه السلام، ونوح يأمرهم بالذهاب إلي إبراهيم عليه السلام، ويأمرهم إبراهيم بالذهاب إلي موسي عليه السلام، وكلهم يعتذرون بأن الله غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله.
د. يأمرهم موسي عليه السلام بالذهاب إلي عيسي عليه السلام يعتذر بأن الله تعالي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ويأمرهم بالذهاب إلي محمد صلي الله عليه وسلم فيشفع بذلك محمد صلي الله عليه وسلم ثم يأذن الله تعالي بالقضاء بين الخلائق.
س6: ما المراد بالحساب؟ وكيف تتم محاسبة المؤمنين والكفار؟ مع الإستدلال علي ذلك.
ج6: المراد بالحساب أن الله سبحانة وتعالي يظهر الإنسان علي أن أعماله في الحياة الدينا ويقرره بذلك. كما يقتص لبعض الخلق من بعض ويقتضي بينهم وذلك علي الله يسير.
المؤمنون لا يناقشهم الله الحساب علي أعمالهم وإنما يعرضها عليهم ويقررهم بها وهي مما ستره عليهم في الدنيا وكذلك لايطلع عليها أحد في هذا الموقف ويقول لهؤلاء: إني قد سترت ذلك في الدنيا وأنا أغفرها اليوم، بخلاف الكفار فينادي بهم علي رؤوس الأشهاد لما جاء عن ابن عمر أنه سئل: كيف سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في النجوي؟ قال: سمعته يقول: " يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم فيعطي صحيفة حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادي بهم علي رؤوس الخلائق: هؤلاء كذبوا علي الله".
س7: من الذي يتولي حساب الخلق؟ مع الدليل.
ج7: الله سبحانة وتعالي هو الذي يتولي حساب الخلق بنفسه، لما روي البخاري ومسلم عن عدي بن خاتم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر إيمن منه فلا يري إلا ما قدم وينظر أشام منه فلا يري إلا ما قدم ينظر بين يديه فلا يري إلا النار تلقاء وجهة فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
س8: كيف يعرف كل إنسان حاله في المحشر؟ مع الدليل.
ج8: يعلم الناس ذلك عند توزيع الكتب:
1. من أوتي كتابه باليمن فهو من المفلحين وحسابه سهل ميسر.
2. من أوتي كتابه بشماله من وراء ظهره فحسابه عسير ومن نوقش الحساب هلك.
3. لما روي البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة – رضي الله عنها- قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ليس أحد يحاسب إلا هلك" قالت: قلت يا رسول الله جعلني الله فداك أليس يقول الله عزو وجل: " فأما من أوتي كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حساباً يسيراً(
قال: " ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك".
س9: هل يستطيع الإنسان إنكار عمله؟ ولماذا مع الدليل.
ج9: لا مجال للإنكار لأن الأرض تخبر بما عمل عليها وتنطق الجوارح بما كسبت:
1. قال تعالي: " إذا زلزلت الرض زلزالها(1) وأخرجت الأرض أثقالها(2) وقال الإنسان مالها(3) يومئذ تحدث أخبارها".
2. قال تعالي: " اليوم نختم علي أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون".
الحوض والميزان والصراط
س1: ما الحوض؟ وما الأدلة علي ثبوته؟
ج1: الحوض : مورد عظيم تردده أمه محمد صلي الله عليه وسلم يوم القيامة إلا من خالف هدية وبدل بعده.
جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال وهو بين ظهراني أصحالة: " إني علي الحوض انتظر من يرد علي منكم، فو الله ليقتعطن دوني رجال، فلاقولن: أي ربي، مني ومن أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، مازالوا يرجعون علي أعقابهم". في هذا الحديث إثبات الحوض، وأن الإبتداع ومخالفة الأوامر موانع من وروده.
عن عبد الله بن عمير قال: سمعت جندباً – رضي الله عنه – يقول: سمعت النبي – صلي الله عليه وسلم : يقول " أ،ا فرطكم علي الحوض".
س2: اذكر صفات الحوض.
ج2:
1. في غاية العظم والإتساع عرضه وطوله سواء كل زاوية من واياه مسيرة شهر.
2. يمد من نهر الكوثر، يشخب فيه ميزابان من الجنة.
3. ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، واحلي من العسل، واطيب ريحاً من المسك.
4. كيزانه عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ أبداً.
س3: عرف الميزان، وهل هو حقيقي لا مع الدليل علي ذلك.
ج3: الميزان: الآلة التي تعرف بها مقادير الأشياء وهو ميزان حقيقي له كفتان حسيتان يوضع لوزن أعمال العباد يوم القيامة، والأدلة لعي ثبوت الميزان ووزن العمال كثيرة منها:
1. قول الله تعالي: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل إيتنابها وكفي بنا حاسبين (47)".
2. قول الله تعالي: " فمن تقلب موازينه فأولئك هم المفلحون(102) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون(103)".
3. قول الله تعالي: " فأما من ثقلت موازينة (6) فهو في عيشة راضية (7) وأما من خفت موازينه فأمه هاوية(9) وما أدراك ماهية (10) نار حامية".
4. قال صلي الله عليه وسلم: " كلمتان حبيبتان إلي الرحمن خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".
س4: ما المراد بالصراد المنصوب علي ظهر جهنم طريقاً إلي الجنة، ولا يمكن الوصول إلي الجنة إلا بعد تجاوزه، وقد دل عليه الكتاب والسنة:
1. قال الله تعالي: وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتماً مقضياً (71) ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً(72).
2. وعن أبي هريرة – ر ضي الله عنه – في حديث طول – أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها".
س5: اذكر بعض الأدلة علي ثبوت الصراط وصفته.
ج5: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – في حديث طول – أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" ويضرب الصراد بين ظهري جهنم فأكون أنا وامتي أول من يجيزها".
عن أبي هريرة وحذيفة – رضي الله عنهما – قالا: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكر حديث الشفاعة وفيه: " فيأتون محمداً صلي الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط، يميناً وشمالاً، فيمر أولكم كالبرق"، قال: قلت: بأبي أنت وأمي أي شئ كمر البرق؟ قال: " ألم تروا إلي لابرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الطير وشد الرجال وتجري بهم أعمالهم، ونبيكم أعمالهم، ونبيكم قائم علي الصراط يقول: رب سلم وسلم حتى تعجز أعمال العباد. حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً قال: وفي حافتي الصراط كلايب معلقة مأمورة بآخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوس في النار".
س6: ما هي وسيلة عبور الصراط؟ مع الدليل.
ج6: الأعمال هي وسيلة العبور وسبب النجاة، لقوله تعالي: " ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً".
الشفاعة
س1: ما الشفاعة؟ وما شروطها؟ وما المانع منها؟
ج1:
1. الشفاعة لغة: الوسيلة والطلب، والمراد بها: التوسط للغير بجب منفعة ودفع مضرة.
2. والشفاعة يوم القيامة عند الله سبحانة وتعالي لابد فيها من شرطين:
أ. اذن الله تعالي للشافع أن يشفع لقوله تعالي: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه".
ب. رضا الله عن المشفوع له، والدليل قوله تعالي: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضي".
3. والمانع منها: الشرك بالله.
س2: هل تطلب الشفاعة من غير الله؟ ولماذا؟ مع ذكر الدليل علي ما تقول.
ج2: لا يجوز طلبها من غير الله لأنها ملك الله وحده كما قال: " قل لله الشفاعة جميعاً".
س3: ماأنواع الشفاعة؟ وما الخاص منها محمد صلي الله عليه وسلم.
ج3:
أ. الشفاعة الخاصة بالنبي صلي الله عليه وسلم، ومنها:
1. الشفاعة العظمي، وهي المقام المحمود الذي وعد الله عز وجل بقوله: " عسي أن يبعثك ربك مقاماً محموداً".
2. الشفاعة في دخول أهل الجنة ودليلها عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أنا أول الناس يشفع ف يالجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعاً".
3. شفاعة الرسول صلي الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب.
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب... فقال: " لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يغلي منه دماغة" ولا تنفعه الشفاعة في الخروج من النار لكونه مات غير موحد بخلاف أهل التوحيد.
ب. الشفاعة العامة له صلي الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والملائكة والصالحين ومنها:
1. الشفاعة في أهل الكبائر من الموحيدن ممن أدخلوا النار فيخرجون منها، وهذه الشفاعة أنكرها المعتزلة والخوارج بناء علي مذهبهم الباطل أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلا تنفعه الشفاعة.
2. الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة فوق ما تقتضيه أحوالهم.
3. الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب ومن أدلة هذا النوع قول الرسول صلي لاله عليه وسلم لعكاشة بن محصن لما طلب منه أن يدعو لله أن يجعله من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بلا حساب: " الهم اجعله منهم".
4. الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلي النار أن لا يدخلوها.
الجنة والنار
س1: ما المقصود بالجنة والنار؟ وهل هما مخلوقتان، مع الدليل علي ذلك.
ج1: الجنة: هي الدار التي اعدها الله في الأخرة للمتقين، والنار: هي الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين.
وهما مخلوقتان الآن لقوله تعالي في الجنة: " اعدت للمتقين" وفي النار: " اعدت للكافرين" والأعداد التهيئة.
س2: أين مكان اللجنة والنار؟ وهل تفنيان؟ مع الإستدلال لما تقول.
1. الجنة في أعلي عليين لقوله تعالي: " كلاً إن كتاب الأبرار لفي عليين(18) وقوله صلي الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر: " فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيده إلي الأرض".
2. والنار في أسفل سافلين لقوله تعالي: " كلاً إن كتاب الفجار لفي سجين(7) وقوله صلي الله عليه وسلم السابق: " فيقول الله تعالي اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلي".
3. الجنة والنار لا تفنيان لقوله تعالي: " جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً"، وقوله تعالي: " إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً(64) خالدين فيها أبداً".
س3: من هم أصحاب الجنة وأصحاب النار؟
ج3: أهل الجنة كل مؤمن تقي، لأنهم أولياء الله قال تعالي في الجنة: " أعدت للمتقين" وقال تعالي: " اعدت للذين آمنوا بالله ورسوله".
وأهل النار كل كافر شقي قال تعالي في النار: " أعدت للكافرين" وقال: " فأما الذين شقوا ففي النار".
س4: هل يري الله في الدنيا والآخرة؟ مع ذكر الدليل لما تقول.
ج4: رؤية الله في الدنيا فمستحيلة: لقوله تعالي: لموسي عليه السلام وقد طلب رؤية الله: " لن تراني".
أما رؤية الله في الآخرة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف، قال تعالي:" وجوه يومئذ ناضرة* إلي ربها ناظرة"، وقال صلي الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته" وهذا التشبيه للرؤية لا للمرئي بالمرئي لأن الله ليس له شبيه ولا نظير.
س5: هل يري الكفار ربهم؟ مع الإستدلال.
ج5: لا، قال تعالي: " كلاً إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبون".
س6: أكمل العبارات الأتية:
ج6: الشهادة بالجنة أو النار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة علي الشرع فمن شهد له الله ورسوله صلي الله عليه وسلم بذلك شهدنا له ومن لا فلا ولكنا نرجو للمحسن ونخاف علي المسئ.
س7: ما أقسام الشهادة بالجنة أو النار؟ مع شرح كل منها.
ج7:
1. العامة: هي المتعلقة بالوصف. مثل: أن نشهد لكل مؤمن بأنه في الجنة أو لكل كافر بأنه في النار أو نحو ذلك من الأوصاف التي جعلها الشرع سبباً لدخول الجنة أو النار.
2. الخاصة: هي المتعلقة بشخص مثل: أن تشهد لشخص معين بأنه في الجنة أو لشخص معين بأنه في النار فلا تعين إلا من عينه الله أو رسوله صلي الله عليه وسلم.
س8: مثل علي أناس شهد لهم الرسول بالجنة.
ج8: العشرة المبشرون بالجنة وهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، والزبير بن العوامل رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن عوف رضثي الله عنه، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وسعيد بن زيد رضي الله عنه، وابو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
س9: مثل علي أناس معينين من أهل النار.
ج9: أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب عم النبي - صلي الله عليه وسلم - ، وامرأته أم جميل أروي بنت حرب بن أمية.
الإيمان بالقدر
س1: ما المراد بالقدر؟ وما معني الإيمان بالقدر؟ وما الدليل؟
ج1: القدر: تقدير الله تعالي للكائنات حسب ما سبق به علمه واقتضت حكمته.
المراد بالإيمان بالقدر: التصديق الجازم بأن كل ما يقع من الخير والشر فهو بقضاء الله وقدره كما قال تعالي: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرآها إن ذلك علي الله يسير* لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور".
س2: ما معني كون الشر ليس إلي الله؟
ج2:
1. لا يخلق الله تعالي شراً محضاً لا يترتب عليه مصلحة فالشر ليس إليه من حيث هو شر، وإنما هو داخل في عموم خلقه كل شئ.
2. الشر بالنسبة لله عدل وحكمة ورحمة ولا يدخل في شئ من صفاته ولا أفعاله فله الكمال المطلق.
3. ما يصيب الإنسان من الخير والإنعام فهو من الله تعالي: وما يصيبه من الشر فبذنوبه ومعاصيه ولا محيد لأحد عن القدر المقدور، يدل علي هذا قوله تعالي: " ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك".
س3: كم مراتب الإيمان بالقدر؟ وإذكرها مرتبة مع ذكر الأدلة.
ج3: الإيمان بالقدر علي أربع مرات هي:
1. العلم: الإيمان بعلم الله، فهو سبحانه عالم بكل شئ، فيعلم جميع خلقه قبل خلقهم ويعلم ما تكون عليه أحوالهم كلها سرها وعلانيتها، والأدلة علي هذا كثيرة منها:
أ. قوله تعالي: " وأن الله قد أحاط بكل شئ علماً".
ب. قوله تعالي: " عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر".
ج. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: سئل رسول الله - صلي الله عليه وسلم – عن اطفال المشركين؟ قال: "والله أعلم بما كانوا عاملين إذا خلقهم".
2. الكتابة: الإيمان بأن الله تعالي كتب مقادير خلقه في اللوح المحفوظ ولم يفرط في ذلك من شئ وعلي هذا الأدلة الكثيرة منها:
أ. قوله تعالي: " ماأصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها أن ذلك علي الله يسير".
ب. قوله تعالي: " ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب أن ذلك علي الله يسير".
ج. عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " أول ما خلق الله تبارك وتعالي القم، ثم قال له اكتب قال: وما اكتب، قال: فكتب ما يكون وما هو كائن إلي أ، تقوم الساعة".
3. المشيئة: الإيمان بمشية الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاء الله كونه فهو كائن ولا بد وما لم يشأ لم يكن، والأدلة علي المشيئة الشاملة كثيرة جداً منها:
أ. قوله تعالي: " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين".
ب. قوله تعالي:" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون".
ج. قول الرسول – صلي الله عليه وسلم -: فما رواه البخاري ومسلم عن معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
4. الخلق: الإيمان بأن الله تعالي خالق كل شئ لا خالق غيره ولا رب سواه ومما يدل علي هذا ما يلي:
أ. قول الله تعالي: " الله خالق كل شئ وهو علي كل شئ وكيل".
ب. قول الله تعالي: " وخلق كل شئ فقدره تقديراً".
ج. قول الرسول – صلي الله عليه وسلم -: " إن الله خالق كل صانع وصنعته".
س4: ما فائدة النهي عن الخوض في القدر؟
ج4: لأن ذلك مدعاة لقياسه علي المحسوسات المشاهدة التي يترتب بعضها علي بعض من الماديات التي أمامنا في الحياة، وهذا مسلك خطر، لأنه:
1. يوصل الإنسان إلي الإعتراض علي المالك المتصرف.
2. يوقع في الحيرة والضلال.
3. لا يصل الإنسان إلي ما يطمئن به القلب إلا إذا امتثل، وترك الخوض في القدر وجعل ما يدرك من أوامر الشرع دليلاً يقود إلي التسليم والرضي بما لم يصل به إدراكه إليه.
س5: ما مذهب السلف في القضاء والقدر مع الإستدلال؟
ج5:
1. إن الله تعالي علم كل شئ وكتبه وشاءه وخلقه.
2. إن للعبد قدرة ومشيئة واختيار بها تتحقق أفعاله قال تعالي: " لمن شاء منكم أن يستقيم"، وقال تعالي: " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" وبمقتضاها يكون الثواب والعقاب قال تعالي: " كل امرئ بما كسب رهين".
3. إن قدرة العبد ومشيئته غير خارجة عن قدرة الله ومشيته، فهو الذي منح العبد ذلك وجعله قادراً علي التمييز والإختيار فأي الفعلين اختار لم يخرج عن كونه داخلاً تحت مشيئة الله وقدرته وخلقه قال تعالي: " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين".
4. أنه يجب الإيمان بالقدر خيره وشره علي وجه التسليم وعدم الخوض فيه، لأن كل ما قدره الله تعالي حكمة وعدل وخير ورحمة.
س6: ما حكم الإحتجاج بالقدر في ترك ما أمر الله به؟ مع ذكر الدليل.
ج6: لا يصلح الإحتجاج بالقدر في ترك ما أمر الله به أو فعل ما نهي الله عنه ويتبين بطلان الإحتجاج بالقدر علي فعل المعاصي وترك الواجبات من وجوه:
1. قوله تعالي: " سيقول الذين أشتركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن والتخرص ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.
2. قوله تعالي:" رسلا مبشرين ومنذرين لبلا ليكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً". ولو كان القدر حجة للمخالفين لم تننف بإرسال الرسل لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالي.
3. ما ثبت عن النبي – صلي الله عليه وسلم – من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي – صلي الله عليه وسلم –قال: " مامنكم من احد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة، فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ قال: لا، أعملوا فكل ميسر، ثم قرأ " فأ/ا من أعطي واتقي" الآية وفي لفظ: " فكل ميسر لما خلق له" فأمر النبي – صلي الله عليه وسلم – بالعمل ونهي عن الإتكال علي القدر.
4. أن الله تعالي: أمر العبد ونهاه ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال تعالي: " فاتقوا الله ما ساتطعتم" وقال: " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" ولو كان العبد مجبراً علي الفعل لكان مكلفاً مالا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل أون نسيان أو إكراه، فلا إثم عليه لأنه معذور.
5. أن قدر الله تعالي سر مكتوم لا يعلم به إلا بعد وقوع المقدور، وإرادة العبد لما يفعله سابقة علي فعله، فتكون إرادته الفعل غير مبنية علي علم منه بقدر الله، وحينئذ تنتفي حجته بالقدر الله، إذا لا حجة للمرء فيما لا يعلمه.
6. أننا نري الإنسان يحرص علي ما يلائمه من أمور دنياه حتى يدركه ولا يعدل عنه إلا ما لا يلائمه ثم يحتج علي عدوله بالقدر، فلماذا يعدل عما ينفعه في أمور دينه إلي ما يضره ثم يحتج بالقدر؟ مثال ذلك: نري المريض يؤمر بالدواء فيشربه ونفسه لا تشتهيه، وينهي عن الطعام يضره فيتركه ونفسه تشتهيه، كل ذلك طلباً للشفاء والسلامة، ولا يمكن أن يمتنع عن شرب الدواء أو يأكل الطعام الذي يضره ويحتج بالقدر؟
7. أن المحتج بالقدر علي ما تركه من الواجبات أو فعله المعاصي لو أعتدي عليه شخص فأخذ ماله أو انتهك حرمته، ثم احتج بالقدر وقال: لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم يقبل حجته فكيف لا يقبل الإحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه علي حق الله تعالي؟
س7: ما حكم الإحتجاج بالقدر عند المصائب ولماذا؟ وما الدليل علي ذلك.
ج7: الإحتجاج بالقدر علي المصيبة جائز، لأن ما قدر علي الإنسان من المصائب يجب الصبر عليه والتسليم لما قدره الله، ومن كمال الإيمان الرضي بالمقدور وذلك من الرضي بالربوبية.
يدل علي جواز ذلك حديث احتجاج آدم وموسي: عليهما السلام: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم -: " احتج آدم وموسي فقال موسي: يا ادم انت بونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة.
فقال آدم: أنت موسي اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده، أتلومني علي أمر قدره الله علي قبل أن يختفي بأربعين سنة؟ فقال النبي – صلي الله عليه وسلم – فحج آدم موسي، فحج آدم موسي فآدم عليه السلام احتج بالقدر علي المصيبة وهي الخروج من الجنة، ولم تكن محاجة موسي لآدم عليهما السلام علي المعصية وهي الآكل من الشجرة حيث لم يلمه علي ذلك.
أثر الإيمان في حياة الفرد والجماعة
س1: بم يتميز الإنسان عن سائر الحيوانات
ج1: ميز الله سبحانه وتعالي الإنسان عن سائر الحيوانات؟
س2: ما الهدف من خلق الإنسان؟ وما الطريق المرسوم له؟
ج2:
1. الإنسان خلق للإبتلاء قال تعالي: " إنا خلقنا افنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً" وقد كمله الله تعالي بما هو لازم لهذا الإبتلاء فجعله عاقلاً سميعاً بصيراً متحركاً، ووضع فيه الرغبات والنزعات الجسدية والروحية.
2. وقد أرسل الله له الرسل توضح له الطريق المستقيم وهو عبادة الله تعالي، والعبادة الحقة هي الحسنة التي فيها الإخلاص والإتباع، الإخلاص بالقصد، والإتباع بالإلتزام بتعاليم الرسل لقوله تعالي: " ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" والإبتلاء الإختبار لمعرفة الأحسن عملاً بموافقته المر امتثالاً وابتعاده عن النهي هجراناً.
س3: كيف يعتبر افيمان حياة للقلوب؟
ج3: لأنه الباعث لها علي القوة التي ترقي بها في مدارد الكمال، وهو الحافز للنفوس علي التحلي بخصال الخير والتنزه عن الرذائل وسفاسف الأمور كما قال تعالي: " أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون".
س4: لماذا يبعث علي الراحلة والطمأنينة؟
ج4: لأنه يساير الفطرة ويوافق طبيعتها، وهو مصدر الهناء والسعادة للمجتمع، لأنه يقوي روابطه ويوثق صلاته ويزكي عواطفه ويسمو بها نحو الفضيلة.
س5: ماذا يترتب علي الإيمان بالقضاء والقدر والجزاء علي الأعمال تجاه الفرد والجماعة؟
ج5:
1.يشعر الفرد بأن لحياته غاية وهدفاً سامياً، الأمر الذي يدفعه إلي الأعمال الحسنة من فعل الخيرات والتحلي بالفضائل والإبتعاد عن الشرور والتخلي عن الرذائل، وهذا من شأنه أن يوجد الفرد الفاضل المجتمع الكريم والدولة الناهضة.
2. الجد والإجتهاد في العمل، إن من يؤمن بقضاء الله وقدره ويعلم ارتباط الأسباب بمسبباتها، ويعرف قيمة العمل ومنزلته وفضله يدرك أن من توفيق الله للإنسان بمسبباتها، ويعرف قيمة العمل ومنزلته وفضله يدرك أن من توفيق الله للإنسان هدايته للأخذ بالأسباب الموصلة إلي المطلوب، ولا يجد القنوط واليأس طريقاً إلي نفسه نتيجة ما فاته من أمر كما لا يدب الغرور والفخر إلي نفسه إذا نال شيئاً من حطام الدنيا.
س6: اذكر بعض آثار الإيمان في حياة الفرد والجماعة.
ج6:
1. إن الإيمان بالله هو حياة القلوب الباعث لها علي القوة التي ترقي بها في مدارج الكمال.
2. هو الحافز للنفوس علي التحلي بخصال الخير والتنزه عن الرذائل وسفاسف الأمور.
3. إن الإيمان مصدر للراحة والطمأنينة للأفراد، وهو مصدر الهناء والسعادة للمجتمع.
4. طهر النفوس وصفاتها، أي أن الأيمان يظهر النفوس من الأوهام والخرافات.
5. إظهار العزة والمنعة فهو ينتزع من قلبه أو باعث علي الخوف فلا يرضي لنفسه الذله والهوان ولا يصبر عل الهزيمة والعدوان.
6. التحلي بمكارم الأخلاق.
7. الجد والإجتهاد في العمل.
س7: كيف يطهر الإيمان النفوس من الأوهام والخرافات؟
ج7: لأنه يسمو بها ويعلي شأنها بما تكون عليه من الكرامة فكل خضوع فيها واستكانة تتحدد تجاه خالقها وصاحب الفضل عليها وعلي الخلق كلهم المتكفل بمصالحهم، فمتي استشعرت النفوس وحدتها في الخلقة، وكفالتها في لارزق ذهبت عنها قيود الوهم، والخوف والرجاء من الخلق سواء من كبراء لابشر أو مما يخترعه الخيال مما يظن في الظواهر الكونية من الكواكب والأشجار والأحجار ونحوها أن من القبور وأصحابها.